لا أنكر أنني فخور في تجربتي مع الأسهم السعودية، فخور بتجربتي المتواضعة والبسيطة التي أثمرت في النهاية، والتي بدأت في سنة 2009، عندما قررت أن أنتقل من المضاربة إلى الاستثمار في افضل الأسهم السعودية.
قفزة كبيرة من المضاربة إلى الاستثمار في الأسهم
كان معي ما يعادل مئة ألف ريال ورغبت بوضعها في اسهم الشركات السعودية التي توزع أرباحاً ربع سنوية، لذلك بحثت عن بنك محلي يقدم محافظ استثمارية بعروض جيدة، راسلت بضعة بنوك واعجبني عرضين لاثنين من البنوك الكبيرة وبالفعل اخترت بنكين قدما افضل العروض لي، وقسمت المبلغ بالتساوي في المحفظتين. مع بقاء رأس مال خاص لأجل التداول اليومي الذي احبه.
أول خسارة في سوق الأسهم المحلية
في البداية لم اعرف كيف اختار، بدأت أسأل زملائي في العمل عن تجاربهم أي الأسهم هو الأفضل وكان معظمهم متخوفاً من الأسهم بعد ازمنة عام 2006 حيث خسروا الكثير من الأموال، وبدأ البعض ينصح بالصناديق الاستثمارية وأخر يخبرني أن اتجه إلى أسهم معينة بينما آخر يعارضه وينصح بسهم آخر.
في الحقيقة كان استشاراتي العشوائية قد اربكتني، وبما أن تجربتي مع الأسهم السعودية حينها كانت لحظية تبنى على ارتفاعات صغيرة قررت سؤال الخبراء، لذلك اتجهت إلى البنك وسألت المستشار فيه والذي نصحني بسهم جديد وان اشتري اسهماً في صندوق استثماري جديد يرى أن له أمل كبير.
بالفعل قمت بذلك مباشرة وضعت جزء من الأموال في الصندوق والسهم، وبعد اسبوع او اثنين بدء أسهم الصندوق بالتراجع ليصل إلى أقل من نصف قيمته، ليستقر عند قيمة وسطية. ولم ينتهي الأمر هنا، الشركة التي استثمرت بها تراجعت أعمالها نتيجة لمشاكل في الإدارة فيها.
نصيحة لا تقدر بثمن
بعدما منيت بخسارة أكثر من ثلث رأس المال، قررت البحث عن أصحاب الخبرة من المستثمرين في السوق، بحثت في المنتديات وبالفعل أذكر أن رجلاً في أحد المنتديات في سنة 2011 أخبرني أن الاستثمار طويل الأمد في الأسهم السعودية لا يتطرق لأخبار السهم اليومية با علي النظر إلى الأداء المالي للشركة، ونصحني كيف ابدأ واين احاول، وان يكون استثماري بناء على دراستي لا اخبار واشاعات.
الوصول إلى الربح من الأسهم
بالفعل كللت تجربتي مع الأسهم السعودية بالربح، راجعت أعمال الشركات وأدائها المالي في كل مرة استثمر فيها، ادقق في آخر خمس سنوات للربح، للأداء المالي وتوزيعات الأرباح، اراقب نموها مع إمكانياته ومدى استقرارها.
لدي اليوم محفظة متكاملة حيث امتلك حصة في البنوك مثل أسهم بنك الأهلي، سهم بنك الرياض، وأحصل على حصتي من أرباح اسهم الراجحي.
قمت بالإطلاع على آخر اكتتابات السوق السعودي، وربحت الكثير من الأسهم التي ربحت ومن عوائدها السنوية، وكانت توزيع أرباح شركة ارامكو ومرضية جداً بعد شراء سهم أرامكو. والاروع كان التعرف على اسهم النمو في السوق السعودي دوراً هاماً في مضاعفة ارباحي اليوم.
خلاصة، تجربتي مع الأسهم السعودية
تعلمت من 12 عاماً من الاستثمار في السوق السعودي، أن:
- الاستثمار يحتاج إلى تفرغ لتطلع على أداء الشركة وتكون أنت رأيك عنها.
- حاول الابتعاد عن مندوبي البنوك والمصارف المستفيدين من الشركات التي يروجوا لها، لأنهم يحاولون تحقيق مصالحهم.
- ابحث عن افضل منصات تداول الأسهم السعودية، والتي تقدم لك تقارير دورية عن أداء الأسهم فهي مفيدة جداً.
- وأخيراً ابحث عن الشركات القابلة للنمو وراقب بشكل دوري أدائها وامكانيات استمرارها باعتبارها شركات رابحة تستحق الاحتفاظ بها.